و ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ يدل على توحيد الربوبية، والله سبحانه وتعالى رب كل شيء ومليكه له ملك السماوات والأرض وما بينهما، وهو مالك الدنيا والآخرة، قال الله - عز وجل - ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [المائدة: ١٢٠]، وقال: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الملك: ١]، وقال: ﴿ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٨) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ﴾ [المؤمنون: ٨٨، ٨٩].
ويوم الدين هو يوم الجزاء والحساب، وإنما نُص على كونه مالك يوم الدين مع أنه مالك الدنيا والآخرة لأنه في ذلك اليوم يخضع الجميع لرب العالمين، بخلاف الدنيا فإنه وُجد فيها من طغى وتكبّر، بل وُجد من قال: (أنا ربكم الأعلى)، وقال: (يأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري).
و ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ يدل على توحيد الألوهية، وتقديم المفعول على الفعلين يدل على الحصر، وأن العبادة لا تكون إلاّ لله، وأن الاستعانة فيما لا يقدر عليه إلاّ الله لا تكون إلاّ بالله، والجملة الأولى تدل على أن المسلم يأتي بعبادته خالصة لوجه الله مع موافقتها لسنة رسول الله *، والجملة الثانية تدل على أن المسلم لا يستعين في أمور دينه ودنياه إلاّ بالله - عز وجل -.


الصفحة التالية
Icon