والوصف نوعان: كاشف ومخصِّص، وما تقدم من الآيات من أمثلة الوصف الكاشف، وأما الوصف المخصّص فله مفهوم، مثل قول الله - عز وجل - :﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ﴾ [النساء: ٩٢]؛ فإن وصف الرقبة بالمؤمنة مفهومه أنه لا يجزئ إعتاق الرقبة الكافرة، وقد جمع الوصفين الكاشف والمخصص قول الله - عز وجل - في المحرمات: ﴿ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ مNن٣ح !$|، خpS اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ ﴾ [النساء: ٢٣]، فإن مفهوم قوله: ﴿ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ ﴾ أن الزوجة غير المدخول بها لا تحرم بنتها، كما هو نص الجملة بعدها: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ﴾، وقوله: ﴿ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ ﴾ وصف كاشف لا مفهوم له؛ لأن الربيبة تحرم على زوج أمها سواء نشأت في حجره أو لم تنشأ، ويدل لذلك قوله * لزوجاته: (( فلا تعرضْنَ عليَّ بناتكن ولا أخواتكن )) رواه البخاري (٥١٠١) ومسلم (٣٥٨٦)، فيدخل تحت قوله: (( بناتكن )) كل بنت للزوجة، فيشمل بناتها وبنات أبنائها وبنات بناتها.
ـ قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: ١٠٤].