والغرض أن الله تعالى نهى المؤمنين عن مشابهة الكافرين قولاً وفعلاً فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾، والتورية في الكلام وكذا المعاريض فيه أن يقول قولاً يريد منه معنى ويفهم السامع معنى آخر، وهو جائز إذا دعت إليه حاجة ولم يكن فيه إسقاط لحق أو إلحاق ضرر بأحد، وفي الأدب المفرد للبخاري (٨٨٤) بسند صحيح عن عمر > أنه قال: (( أما في المعاريض ما يكفي المسلم الكذب؟ ))، وفيه أيضاً (٨٨٥) بسند صحيح عن عمران بن حصين > أنه قال: (( إن في معاريض الكلام لمندوحة عن الكذب ))، ومن أمثلة ذلك ما رواه البخاري في صحيحه (٣٩١١) عن أنس بن مالك > قال: (( أقبل نبي الله * إلى المدينة وهو مردف أبا بكر، وأبو بكر شيخ يُعرف ونبي الله * شاب لا يُعرف، قال: فيلقى الرجلُ أبا بكر، فيقول: يا أبا بكر! من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل، قال: فيحسب الحاسب أنه إنما يعني الطريق، وإنما يعني سبيل الخير )).
ـ قوله: ﴿ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ y٧ح !$t/#uن إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: ١٣٣].


الصفحة التالية
Icon