ـ قوله: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾ [البقرة: ١٧٧].
في هذه الآية دليل للإيمان بخمسة من أصول الإيمان الستة، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والكتاب في الآية المراد به الكتب، والألف واللام فيه لاستغراق الجنس، وقد دلَّ على الإيمان بالأصول الستة حديث جبريل المشهور، وفيه سؤاله رسول الله * عن الإيمان؟ فأجابه بقوله: (( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره )) أخرجه مسلم في صحيحه (٩٣)، وهو أول حديث عنده في كتاب الإيمان، ويدل لهذه الأصول الخمسة أيضاً قوله تعالى: ﴿ آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَد مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: ٢٨٥]، وفي قوله: ﴿ وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ إشارة إلى الإيمان باليوم الآخر، ويدل لها أيضاً قول الله - عز وجل - :﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: ١٣٦]، ويأتي في الكتاب والسنّة الجمع بين الإيمان بالله وباليوم الآخر كقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ﴾ [النساء: ٥٩]، وكقوله *: (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )) أخرجه البخاري (٦٠١٨) ومسلم (١٧٤) عن أبي


الصفحة التالية
Icon