والأمر بالمحافظة على صلاة العصر بخصوصها بعد الأمر بالمحافظة على الصلوات عموماً يدل على عظم شأنها، ويدل لذلك أيضاً قوله *: (( الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وُتر أهله وماله )) رواه البخاري (٥٥٢) ومسلم (١٤١٧) عن ابن عمر ﴿، وقوله *: (( من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله )) رواه البخاري (٥٥٣) عن بريدة >، ويدل لفضلها مع صلاة الفجر قوله *: (( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر )) الحديث، أخرجه البخاري (٥٥٥) ومسلم (١٤٣٢) عن أبي هريرة >، وقوله *: (( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ )) أخرجه البخاري (٥٥٤) ومسلم (١٤٣٤) عن جرير >، وقوله *: (( من صلى البردَين دخل الجنّة )) رواه البخاري (٥٧٤) ومسلم (١٤٣٨) عن أبي موسى >.
وأما توسط العصر بين الصلوات؛ فلأن قبلها صلاتين في النهار، وبعدها صلاتين في الليل، وأيضاً فهي الوسطى بين الصلوات بعد فرضها ليلة المعراج، وأما أداء الصلوات فقد بدأ بالظهر حيث نزل جبريل وأمَّ النبي * في يومين بادئاً بصلاة الظهر، رواه الترمذي (١٤٩) بإسناد حسن.
ـ قوله: ﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾ [البقرة: ٢٥٣].


الصفحة التالية
Icon