٨ـ وقوله: ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾ أي إن الله عالم بالأشياء ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وأن الله قد سبق علمه بكل شيء ولا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء وهو العليم بذات الصدور، ولا يعلم أحد من خلقه إلاّ ما علّمه إياه، فما شاء أن يُعْلِمه أحد من خلقه أعلمه إياه وأطلعه عليه، وما لم يُطلع عليه لا سبيل إلى علمه.
٩ـ وقوله: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ﴾ العرش هو أعظم المخلوقات، والكرسي مخلوق عظيم، وسع السماوات والأرض وهو دون العرش، وقد جاء تفسيره عن ابن عباس بأنه موضع القدمين رواه الطبراني في المعجم الكبير (١٢٤٠٤) بإسناد حسن، ورواه الحاكم (٢/٢٨٢) وصححه ووافقه الذهبي، وهو سبحانه لا يُثقله ولا يكرثه حفظ السماوات والأرض ومن فيهما ومَن بينهما، بل ذلك سهل عليه يسير لديه.
١٠ـ وقوله: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ : العظيم الكامل العظمة الذي خضع لعظمته كل شيء، وهو العلي الأعلى، له علو القدر وعلو القهر وعلو الذات.
ـ قوله: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: ٢٥٦].
جاء في سبب نزول هذه الآية ما رواه أبو داود في سننه (٢٦٨٢) بسند صحيح عن ابن عباس ﴿ قال: (( كانت المرأة تكون مقلاتاً، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوِّده، فلما أُجليَت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندع أبناءنا، فأنزل الله - عز وجل - :{ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾ ))، قال أبو داود: المقلات التي لا يعيش لها ولد.


الصفحة التالية
Icon