ومحبة الرسول * لا تكون بالتمسح بما حول قبره * من الجدران. قال النووي في المجموع شرح المهذب (٨/٢٠٦): (( لا يجوز أن يطاف بقبره *، ويكره إلصاق الظهر والبطن بجدار القبر، قاله أبو عبيد الله الحليمي وغيره، قالوا: ويكره مسحه باليد وتقبيله، بل الأدب أن يَبعُد منه كما يَبعُد منه لو حضره في حياته *، هذا هو الصواب الذي قاله العلماء وأطبقوا عليه، ولا يغتر بمخالفة كثير من العوام وفعلهم ذلك، فإن الاقتداء والعمل إنما يكون بالأحاديث الصحيحة وأقوال العلماء، ولا يلتفت إلى محدثات العوام وغيرهم وجهالاتهم، وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة < أن رسول الله * قال: (( من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو ردّ ))، وفي رواية لمسلم: (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ ))، وعن أبي هريرة > قال: قال رسول الله *: (( لا تجعلوا قبري عيداً، وصلّوا عليَّ؛ فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم )) رواه أبو داود بإسناد صحيح، وقال الفضيل بن عياض ~ ما معناه: (( اتبع طريق الهدى ولا يضرك قلّة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين ))، ومن خطر بباله أن المسح باليد ونحوه أبلغ في البركة، فهو من جهالته وغفلته، لأن البركة فيما وافق الشرع، وكيف يُبتغى الفضل في مخالفة الصواب )).
ـ قوله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ [آل عمران: ٥٥].


الصفحة التالية
Icon