عيسى ابن مريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ رفعه الله حيّاً إلى السماء كما في هذه الآية، وكما في قوله تعالى: ﴿ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ﴾ [النساء: ١٥٨]، وقوله: ﴿ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ﴾ [النساء: ١٥٩] أي: قبل موت عيسى، وجاء في متواتر السنّة نزوله في آخر الزمان وحكمه بشريعة الإسلام التي جاء بها محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ، قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: (( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية )) الحديث، رواه البخاري (٣٤٤٨)، ومسلم (٣٨٩).
وما جاء في هذه الآية من تقديم التوفي على الرفع محمول على أن المراد بالوفاة النوم، وقد جاء في القرآن إطلاق الوفاة على النوم في قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ﴾ [الأنعام: ٦٠]، وقوله: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ﴾ [الزمر: ٤٢].


الصفحة التالية
Icon