وفُسِّر بالعمل الصالح، ومنه قوله *: (( عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنّة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقاً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذّاباً )) رواه مسلم (٦٦٣٩). وفي هذا الحديث مقابلة البر بالفجور، وقد ذكر الله الأبرار والفجار وبيَّن جزاءهم بقوله: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾ [الانفطار: ١٣ ـ ١٤]، وقد أمر الله بالتعاون على البر والتقوى فقال: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: ٢]، وهذان اللفظان من الألفاظ التي إذا جُمع بينها في الذكر، فرِّق بينها في المعنى، وإذا انفرد أحدهما شمل المعنيين، فالبر في هذه الآية يراد به فعل الطاعات، والتقوى يراد بها اجتناب المعاصي، وإذا أُفرد البر، فإنه يشمل فعل الطاعات واجتناب المعاصي، وكذا التقوى إذا أفردت تشملهما جميعاً.
ـ قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: ١٠٢].
تقوى الله - عز وجل - : أن يجعل العبد بينه وبين غضب الله وقاية تقيه منه، وذلك بفعل الطاعات واجتناب المعاصي.