ـ قوله تعالى: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (١٢٣) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾ [النساء: ١٢٣ ـ ١٢٤].
بيّن الله تعالى في هذه الآية أن العمل الذي ينفع صاحبه عند الله هو الذي يكون خالصاً لوجهه ومطابقاً لسنّة نبيه محمد *، وهذان شرطان لابد منهما في قبول العمل، فإن قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ﴾ يدل على الإخلاص، وقوله: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ ﴾ يدل على المتابعة.
وهذا نظير قول الله - عز وجل - :﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: ١١٠].
وإذا فقد من العبادة أحد الشرطين فإنها مردودة، أما الرد لفقد الإخلاص، فيدل عليه قوله تعالى: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ [الفرقان: ٢٣]، وأما الرد لفقد المتابعة، فيدل عليه قوله *: (( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو ردّ )) رواه البخاري (٦٢٩٧) ومسلم (٤٤٩٢)، وفي لفظ لمسلم (٤٤٩٣): (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ )).


الصفحة التالية
Icon