وقد استدل شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي بسورة الفاتحة على صحّة خلافة أبي بكر >، فقال في كتابه أضواء البيان (١/٥١): (( يؤخذ من هذه الآية الكريمة صحّة إمامة أبي بكر الصدّيق >؛ لأنه داخل فيمن أمَرنا الله في السبع المثاني والقرآن العظيم ـ أعني الفاتحة ـ بأن نسأله أن يهدينا صراطهم، فدلَّ ذلك على أن صراطهم هو الصراط المستقيم، وذلك في قوله: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾، وقد بيَّن الذين أنعم عليهم فعدَّ منهم الصديقين، وقد بيَّن * أن أبا بكر > من الصديقين، فاتضح أنه داخل في الذين أنعم الله عليهم، الذين أمرنا الله أن نسأله الهداية إلى صراطهم، فلم يبق لبس في أن أبا بكر > على الصراط المستقيم، وأن إمامته حق )).
سورة البقرة
افتتح الله تسعاً وعشرين سورة من سور القرآن أولها سورة البقرة بالحروف المقطعة، وأشير حول هذه الحروف إلى ما يلي:
١ـ الحروف المقطعة التي وردت في أوائل السور هي: الصاد واللام والهاء والسين والحاء والياء والراء والألف والميم والنون والقاف والطاء والعين والكاف، وهي أربعة عشر حرفاً، يجمعها جملة: (صِلْهُ سُحَيرا مَن قطَعَك)، وأقل هذه الحروف ذكراً الكاف؛ حيث جاءت مرة واحدة في سورة مريم، وأكثرها الميم؛ حيث جاءت في سبعة عشر موضعاً.
٢ـ هذه الحروف تنقسم إلى خمسة أقسام:
آحادية: وهي (ص) و(ق) و(ن).
وثنائية: وهي (طه) و(طس) و(يس) و(حم).
وثلاثية: وهي (الم) و((الر) و(طسم).
ورباعية: وهي (المص) و(المر).
وخماسية: وهي (كهيعص) و(حم عسق).