في هذه الآية الكريمة إخبار من الله تعالى للعباد بأنه جاءهم منه الأدلة القاطعة الدالة على ربوبيته وألوهيته، وأنه الإله الحق الذي لا تكون العبادة إلاّ له، وإخبار بأنه أنزل إليهم نوراً مبيناً وهو القرآن الذي أنزله الله على رسوله * المشتمل على هدايتهم إلى الصراط المستقيم، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ففي الأخذ بالكتاب والسنة هدايتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة. وقد سمى الله ما أنزله على رسوله * نوراً لأنه يضيء لهم الطريق الموصل إلى ما فيه صلاحهم وفلاحهم. ومن الآيات التي وصف الله فيها القرآن بأنه نور، قوله تعالى: ﴿ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا ﴾ [التغابن: ٨]، وقوله: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ﴾ [الشورى: ٥٢]، وقوله: ﴿ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: ١٥٧]، وقوله: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (١٥) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: ١٥ ـ ١٦].
وهذا النور المعنوي يزيل ظلمات الكفر والضلال والجهل، كما يزيل النور الحسيُّ ظلمة الليل.
سورة المائدة
ـ قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: ٣٥].


الصفحة التالية
Icon