أمر الله في هذه الآية عباده المؤمنين بتقواه والتقرب إليه بطاعته، والتقوى إذا أفردت تشمل فعل الطاعات وترك المعاصي، وإذا قرنت بالأمر بالطاعة تحمل على ترك المعاصي، وقد جمع الله في هذه الآية بين الأمر بتقواه وابتغاء الوسيلة إليه الذي هو التقرب إلى الله بطاعته، فيكون المراد بالتقوى هنا: ترك المعاصي، ومثل ذلك الجمع بين البر والتقوى في قوله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾ يحمل البر على فعل الطاعات، والتقوى على ترك المعاصي، وتفسير الوسيلة بالقربة وهي التقرب إلى الله بطاعته، لا خلاف فيه بين المفسرين كما ذكره ابن كثير في تفسيره.