ويجمع بين هذه الآيات الدالة على خلودهم في النار إلى غير نهاية، وقوله في سورة الأنعام: ﴿ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ﴾ [الأنعام: ١٢٨]، وقوله في سورة هود: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ﴾ [هود: ١٠٦ ـ ١٠٧]، بحمل الاستثناء على طبقة النار التي فيها عصاة الموحدين. وانظر توضيح ذلك في كلام شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ~ في كتابه (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب) في الكلام على آية سورة الأنعام.
وقال ابن القيم في كتابه الوابل الصيب (ص: ٤٩): (( ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيِّب لا يشينه خبث، وخبيث لا طيب فيه، وآخرون فيهم خبث وطيب، كانت دورهم ثلاثة: دار الطيِّب المحض، ودار الخبيث المحض، وهاتان الداران لا تفنيان، ودار لمن معه خبث وطيب، وهي الدار التي تفنى، وهي دار العصاة، فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد، فإنهم إذا عذّبوا بقدر جزائهم، أخرجوا من النار، فأدخلوا الجنّة، ولا يبقى إلاّ دار الطيّب المحض، ودار الخبيث المحض )).


الصفحة التالية
Icon