٢ـ هؤلاء الثمانية عشر، خمسة عشر منهم من ذرية إبراهيم الخليل، والضمير في قوله: ﴿ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ ﴾ قيل: إنه راجع إلى نوح، لأنه أقرب مذكور وهذا لا إشكال فيه، وقيل: إنه راجع إلى إبراهيم، لأن سياق الآيات فيه، ولوط ليس من ذريّته وقد كان في زمانه، كما قال الله - عز وجل - :﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: ٧١]، وقوله: ﴿ فَآَمَنَ لَهُ لُوطٌ ﴾ [العنكبوت: ٢٦]. وعلى هذا، يكون دخول لوط مع ذريّته للتغليب، كما دخل إسماعيل تغليباً في آباء يعقوب في قوله تعالى: ﴿ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ y٧ح !$t/#uن إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ﴾ الآية [البقرة: ١٣٣]، وكما دخل إبليس مع الملائكة تغليباً، كما قال - عز وجل - :﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ ﴾ [البقرة: ٣٤]، ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره.
٣ـ أسماء هؤلاء الرسل ممنوعة من الصرف إلا ستة، فأسماؤهم مصروفة، وهم: نوح وهود، وصالح، وشعيب، ولوط، ومحمد، يجمع الحروف الأُول من أسمائهم (( صِنْ شَملَه )).
٤ـ مما جاء في بيان أزمان هؤلاء الرسل:
أوّلاً: إبراهيم ولوط في زمن واحد كما تقدّم، وكذلك موسى وهارون، وكذلك داود وسليمان، وكذا زكريا ويحيى وعيسى، ويحيى وعيسى ابنا خالة.
ثانياً: هود بعد نوح، وقد قال لقومه: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ ﴾ [الأعراف: ٦٩]، وصالح بعد هود، وقد قال لقومه: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ ﴾ [الأعراف: ٧٤].


الصفحة التالية
Icon