وروى الإمام أحمد في مسنده بإسناد حسن (٤١٤٢) عن عبد الله بن مسعود > قال: (( خطَّ لنا رسول الله * خطّاً ثم قال: (( هذا سبيل الله ))، ثم خطَّ خطوطاً عن يمينه وعن شماله ثم قال: (( هذه سبل متفرقة، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ))، ثم قرأ: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ )).
وقال ابن عطية: (( وهذه السبل تعم اليهودية والنصرانية والمجوسية وسائر أهل الملل والبدع والضلالات من أهل الأهواء والشذوذ في الفروع، وغير ذلك من أهل التعمق في الجدل والخوض في الكلام، هذه كلّها عرضة للزلل، ومظنّة لسوء المعتقد ))، نقله عنه القرطبي في تفسيره، وقال: (( قلت: وهو الصحيح )).
وقال أبو عثمان النيسابوري كما في حلية الأولياء (١٠/ ٢٤٤): (( من أمّر السنّة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومن أمّر الهوى على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالبدعة )).


الصفحة التالية
Icon