ثانياً – مناهج المستشرقين الألمان في ترجمات القرآن الكريم: نماذج مختارة
وسأحاول في الصفحات التالية التركيز على ثلاث من أهم الترجمات الاستشراقية لمعاني القرآن الكريم باللغة الألمانية، مازالت مستخدمة ومنتشرة في الوسط الأكاديمي والشعبي في ألمانيا وذلك من خلال عرض مختصر لمناهج تلك الترجمات وطرقها على نظريات الترجمة الحديثة، والترجمات هي لماكس هيننج (١٩٠١م)، ورودي بارت وهانز تسيركر (٢٠٠٣م)، وقد راعينا في اختيار الترجمات- بجانب أنها مازالت مستخدمة في الوسط الأكاديمي والشعبي - أنها تشمل فترة زمنية تمتد من بداية القرن العشرين وحتى عام (٢٠٠٣م)، وبهذا تسمح بإعطاء نظرة تاريخية عامة على تطور مناهج الترجمة عند المستشرقين الألمان على مدى قرن كامل.
١- ترجمة ماكس هيننج (Max Henning)
تعد ترجمة ماكس هيننج من أكثر الترجمات الألمانية انتشاراً، وذلك نظراً لجودتها وتوفرها في طبعات مختلفة وبأسعار في متناول الجميع، وقد صدرت هذه الترجمة عام (١٩٠١م) ثم عام (١٩٦٠م) بتحقيق من أنا ماري شيمل، ثم عام (١٩٦٨م) من كورت رودولف، وأخيراً عام (١٩٩٨م) من مراد هوفمان.
وشخصية المترجم ماكس هيننج ليست معروفة تماماً، وأكثر الظن أنه اسم مستعار لعالم اللغة العربية أوجست مولر الذي نشر عام (١٨٨٨م) ترجمة ريكارت الشعرية لمعاني القرآن الكريم باللغة الألمانية، وقد أثرت ترجمة هيننج هذه في كثير من ترجمات المستشرقين وغير المستشرقين لمعاني القرآن الكريم، مثل ترجمة الأحمدية (١٩٣٩م)، وترجمة عادل خوري عام (١٩٤٥م)وترجمة محمد رسول عام (١٩٨٦م)(١).

(١) قارن: مراد هوفمان: ترجمة معاني القران الكريم إلى اللغة الألمانية، في ندوة: ترجمة معاني القرآن الكريم _ تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل، الفترة من ٢٣ إلى ٢٥ أبريل ٢٠٠٢، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة: ترجمة معاني القران الكريم إلى اللغة الألمانية، ص ٥


الصفحة التالية
Icon