تطورت دراسة الترجمة في ألمانيا في السنوات الأخيرة حتى صار ((علم الترجمة)) (Ubersetzungswissenschaft) علماً قائماً بذاته، وغدا للترجمة أقسامها ومعاهدها الأكاديمية الخاصة التي تمنح فيها الدرجات العلمية بدءاً من الليسانس وحتى الدكتوراه، ويرتبط علم الترجمة حالياً ارتباطاً وثيقاً بعلم اللغة الحديث وعلم الحضارة وعلم الاتصال وعلوم أخرى، وقد تطورت داخل هذا العلم مباحث وقواعد الترجمة حتى أصبحت هناك ((نظريات الترجمة)) (Ubersetzungstheorien)، وصار لها منظِّرون يؤصلون لها ويقعدونها على أسس علمية ومنهجية، وقد تخطت هذه النظريات بدءاً من النصف الثاني في القرن العشرين مجرد الكلام عن الترجمة الحرفية أو الترجمة الأمينة أو الترجمة الحرة إلى ما يعرف بنظريات الترجمة الحديثة مثل نظرية التكافؤ والنظرية الدلالية ونظرية النص والنظرية التداولية والوظيفية، ولكل من تلك النظريات أسس ومبادئ علمية وطرق منهجية مؤصلة(١).

(١) قارن نظريات الترجمة في :
Stolze، Radegundis: Ubersetzungstheorien. ﷺ ine ﷺ inführung، ٣. aktualisierte ﷺufl. ، Tübingen: Narr ٢٠٠١; s:) ff.


الصفحة التالية
Icon