لقد ظلت نظرية الترجمة حتى نهايات القرن العشرين تدور بين ثنائية الترجمة الحرفية أي كلمة بكلمة والترجمة الحرة أي معنى بمعنى، وقد سادت هذه الثنائية في العالم العربي على حد سواء حتى جاءت الثلاثية التي وضعها دريدان (Dryden) في القرن السابع عشر وهي: الحرفية (metaphrase) بمعنى ترجمة كلمة بكلمة وسطر بسطر، والنقل بتصرف (paraphrase) إذ يهتدي المترجم بالمؤلف في نقل المعنى، بيد أنه لا يلتزم بألفاظه تماماً، والمحكاة (imitation) أي عدم التقيد باللفظ ولا بالمعنى، بل إعادة الصياغة أو الاستلهام. وهذه الثلاثية تمثل بدايات الدراسة المنهجية في الترجمة، وتبعتها دراسة تيتلر (Tytler) (١٧٩٧م)، ثم شلاير ماخر (Schleiermacher) (١٨١٣م)، ومن بعده فالتر بنيامين (Walter رضي الله عنenjamin)وكتاباته حول المترجم ومهمته(١).