وهناك نظرية قريبة من نظرية النص، وهي النظرية الوظيفية في علم الترجمة، وهي ما يطلق عليها بالألمانية مصطلح (die funktionale Ubersetzung)، ومن رواد هذه النظرية في المدرسة الألمانية هانز فيرمير Hans Vermeer الذي أصّل مع كاترينا رايس لمصطلح الهدف أو المغزى في الترجمة (Skopos)، وتقوم هذه النظرية على اعتبار أن الغرض من الترجمة هو الذي يحدد استراتيجيات الترجمة وطرائقها، فجوهر عملية الترجمة ينبغي أن تبنى على أساس وظيفة النص في اللغة المصدر، وإمكانية نقل تلك الوظيفة في اللغة الهدف، وترى هذه النظرية أنه يجب أن يكون النص بعد ترجمته في اللغة الهدف متماسك الدلالة لغوياً وحضارياً، وقد وضع هانز فيرمير(١) نظريته لتكون نظرية عامة يمكن تطبيقها على جميع النصوص، وتقوم رؤية فيرمير على قواعد خمس مرتبة حسب الأولويات، كما لخصها محمد عناني(٢) باللغة العربية:
طبيعة النص المترجَم يحددها الغرض منه (Skopos).
يعدُّ النص المستهدف ((عرضاً للمعلومات)) (Informationsangebot) في الثقافة المستهدفة وباللغة المستهدفة بخصوص ((عرض آخر للمعلومات)) في ثقافة المصدر وبلغة المصدر.
لا يعدُّ النص المترجم مُنْشئاً ((لعرض للمعلومات)) يمكن إرجاعه بوضوح إلى شي آخر.
يجب أن يتحلى النص المستهدف بالتماسك والاتساق الداخلي.
يجب أن يكون النص المستهدف متسقاً مع النص المصدر.
ونعود للسؤال نفسه ما الذي يمكن استفادته من هذه النظرية في موضوع ترجمة معاني القرآن الكريم؟
(٢) محمد عناني: نظرية الترجمة الحديثة – مدخل إلى مبحث دراسات الترجمة، الشركة المصرية العالمية للنشر – لونجمان، الجيزة ٢٠٠٣م.