ولتوصيل ذلك في النص المترجم أقترح: أن يكون التركيز في الترجمة على احتياجات المتلقى، فعملية التلقي من حيث هي استيعاب وإدراك لرسالة ما تعد جزءاً أساسياً في عملية الحدث التواصلي بين المرسل والمستقبل وبين النص ومتلقيه(١)، والنص المترجم مثله مثل أي نص آخر يعتبر نظاماً من الرموز له وظائف مختلفة، ومن ثم على المترجم أن يسأل نفسه قبل الترجمة: لماذا أترجم؟ ولمن أترجم؟ وما هي وظيفة النص المترجم في لغة المصدر؟ وكيف يمكن توصيلها في اللغة الهدف؟ ولا حرج أن تتم الترجمة بطريقة موجهة، مثل: إصدار ترجمات موجهة للمسلمين الألمان حسب معرفتهم بالدين واللغة، وإلى الألمان غير المسلمين حسب درجة ثقافتهم؛ لتقريب المعنى مثل أنواع التفاسير المختلفة.
أما فيما يتعلق بالترجمات العامة لمعاني القرآن الكريم باللغة الألمانية التي لا تخاطب جمهوراً معيناً فأقترح:
تصدير ترجمة كل سورة بمقدمة تعرض في شكل نقاط محددة للفكرة العامة للسورة، وسبب النزول إن أمكن، حتى تكون بمنزلة معين للقارئ الألماني، وتكشف له سياق السورة ليتواصل مع ترجمة السورة، وهي نقطة مهمة قلما يلتفت إليها المترجمون مع عظيم أثرها في المتلقين، وبخاصة من لم يكن منهم على دراية بالدين واللغة.
استخدام لغة معاصرة لا يخلو من جمال في اللغة، تشد المتلقي لها وتشوقه لمواصلة الاطلاع، فالألمان لهم باع كبير في تذوق الفن واللغة والأدب.
تسهيل النص المترجم من خلال عوامل غير لغوية مثل حجم الترجمة وطريقة الإخراج وفصل أجزاء الآيات بطريقة بصرية تساعد على معرفة المعنى.
أن يراعى الجانب التداولي للغة (die Pragmalinguistik)؛ لأن أغلب الترجمات تركز على الجانب النحوي (Syntax) والمعنوي (Semantik) وتهمل البعد التداولي في استخدام اللغة(٢)
(٢) لمعرفة أثر ذلك في الترجمة قارن:
عبد الرحمن بن عبدالله الجمهور و محمد بن عبد الرحمن البطل: ترجمة معاني القرآن الكريم بين نظريتين: الدلالية والتداولية، في ندوة: ترجمة معاني القرآن الكريم – تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل، الفترة من ٢٣ إلى ٢٥ أبريل ٢٠٠٢م، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النورة، ص ٢ وما بعدها.