أدت حروب الخليج وأحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تبعها من مستجدات على الساحة الدولية إلى مزيد من البحث من قبل المستشرقين ورجال السياسة والمفكرين والاجتماعيين في ظاهرة الإسلام ونصوص القرآن الكريم، وكان من أهم الموارد التي استقى ويستقي هؤلاء معارفهم عن القرآن والإسلام هي ترجمات معاني القرآن الكريم باللغات الأجنبية ومنها الألمانية، وعليه فقد أصبحت تلك الترجمات ليست فقط بمنزلة ترجمة لنص مقدس، بقدر ما أصبحت نصوصاً محورية تصبغ أذهان قارئيها ومتلقيها الألمان، ومن ثم فنحن عندما نبحث في ترجمات المستشرقين الألمان لمعاني القرآن الكريم باللغة الألمانية نبحث في نقل الفكر وليس النص اللغوي فقط.
والقضية أكبر من مجرد الترجمة الحرة بقدر ما هو البحث في أثر تلك الترجمة في متلقيها، وطريقة صياغتها في شكل موجِّهٍ إلى تلك العقلية الألمانية، ونحن واعون بالخطاب العالمي ومدركون للواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية، وحاجتنا إلى الحوار قبل الصدام، مع محافظتنا على ثوابت النص القرآني بدون إفراط ولا تفريط.


الصفحة التالية
Icon