من أجل ذلك حاولنا أن نؤصل لتلك الترجمات الاستشراقية استناداً إلى نظريات الترجمة الحديثة؛ لنصل القديم بالحديث ونصل النظرية بالتطبيق، ونرى أن الهوة مازالت عميقة بين الترجمات الاستشراقية لمعاني القرآن الكريم وبين نظريات الترجمة الحديثة، وعلينا إذاً أن نستفيد من نظريات الترجمة الحديثة، مثل: نظرية النص، والنظرية الوظيفية مثلاً في ترجمات معاني القرآن الكريم، مع مراعاة خصوصية النص من الناحية العقدية واللغوية، كما أن السؤال عن حال المخاطب هل هو مسلم أو غير مسلم؟ هل هو على دراية ببعض الألفاظ والتعبيرات الإسلامية أو لا، وما درجة ثقافته وتعليمه؟ يجب أن يكون لها دور في عملية الترجمة، لا نقول بتطويع النص للقارئ، وإنما من قبيل: ((خاطبوا الناس على قدر عقولهم))، فالترجمة كما قلنا نوع من التفسير يجب أن تكون موجَّهة، ولا ضير أن نركز على شيء ما أكثر من غيره بغية الإيضاح والدعوة، والأمر فقط يحتاج إلى تطويع تلك النظريات التي بذل فيها مؤصلوها ومنظروها جهداً وعلماً؛ لتتناسب مع ترجمة معاني القرآن الكريم وليس العكس، ومن هنا ندعو إلى تعاون بين علماء الترجمة وممارسيها مع علماء الدين واللغة من العرب والألمان؛ لكي تعم الفائدة وتكون هناك رؤية أعمق في النص المترجم وعلاقته بمستقبليه، والأمر ممكن طالما تحقق هذا وصحت النيات وقصدنا وجه الله تعالى.
ثبت المراجع
ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الألمانية، مراد هوفمان: (ترجمة نديم إلياس) في ندوة: ترجمة معاني القرآن الكريم _ تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل، الفترة من ٢٣ إلى ٢٥ أبريل (٢٠٠٢م)، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة.


الصفحة التالية
Icon