وإذا تتبعنا الترجمات الاستشراقية باللغة الألمانية، نجد أن دوافع المستشرقين الألمان واهتماماتهم بالدراسات القرآنية قد اختلفت؛ طبقاً لاختلافاتهم الفكرية والأيدولوجية من كونهم مستشرقين لاهوتيين أو علمانيين، ويجمل هويدي(١) تلك الدوافع في تقديم صورة مشوهة عن الإسلام في العالم الغربي من خلال بعض الترجمات المغلوطة، وتزويد نصارى الغرب بالحجج اللازمة من خلال النص المترجم؛ لتثبيت إيمانهم ومجابهة الخطر الإسلامي، وكذلك تزويد المشتغلين بالتنصير بترجمة معاني القرآن الكريم لتثقيفهم بالنص القرآني، وهو ما يمكن مساعدتهم على فهم الآخرين للرد عليهم ونشر النصرانية، كما كانت الترجمة عند البعض سبيلاً لفهم الحضارة والعقيدة الإسلامية بطريقة موضوعية بهدف الدراسة والتحقيق. وقد لعبت ترجمات معاني القرآن الكريم في ألمانيا دوراً أساسياً في تطور الدراسات الإسلامية والعربية والدراسات المقارنة بين الإسلام واليهودية والنصرانية من ناحية، والقرآن والتوراة والإنجيل من ناحية أخرى، وكانت ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الألمانية سببا مباشراً أو غير مباشر في ظهور مناهج نقدية جديدة وتطور في حركات الإصلاح في ألمانيا على يد مارتن لوثر ورؤيته في أن فهم النص المقدس ليس حكراً على رجال الكنيسة(٢).

(١) أحمد محمود هويدي: الدراسات القرآنية في ألمانيا، ٢٠٠٢م، ص ٧٤ وما بعدها.
(٢) قارن المرجع نفسه، ص ٧٤ وما بعدها.
قارن أيضاً:
Bobzin، Hartmut: تعالىer Koran. ﷺ ine ﷺ inführung، ٢. durchgesehene ﷺuflage، رضي الله عنeck Verlag، München ٢٠٠٠، S. ١٣.f.


الصفحة التالية
Icon