التفسير في النهاية رذاذاً متناثراً فرقته الأهواء الحزبية والفكرية(١).
المطلب الثاني: انتقاء الروايات الضعيفة والمنقطعة من مصادر علوم القرآن.
يكاد يتفق منهج المستشرقين العام في الدراسات القرآنية على تعمد اختيار الأخبار الضعيفة والروايات المنقطعة في بطون المصادر العربية قصد بناء أحكامهم عليها، والتدليل بها على مقاصد وأغراض معينة.
ولقد وجد المستشرقون في كتب معينة ما أفادهم في ضرب بعض الروايات ببعض قصد التشكيك في مصداقية النص القرآني، كما أنهم قد يعتمدون بعض الروايات المنقطعة التي ترمي إلى نقض ما هو مشهور ومعروف لدى المسلمين عن تاريخ النص القرآني، إن ولش كاتب مادة ((القرآن)) في دائرة المعارف الإسلامية الاستشراقية(٢) قد وجد فيما أورده السيوطي في إتقانه(٣) من روايات مختلفة ومتباينة عن أول من جمع القرآن الكريم باباً يَلِجه، لكي يعرض أمام القراء جملة من الروايات الضعيفة التي تسند الأولية في جمع القرآن تارة إلى عمر رضي الله عنه، وتارة إلى علي رضي الله عنه، وينقل عن ابن أبي داود أيضا رواية مفادها أن أبا بكر رضي الله عنه بدأ بالجمع، ثم أكمل ذلك عمر رضي الله عنه، وينقل أيضاً رواية عن ابن سعد في طبقاته(٤) مفادها أن عمر رضي الله عنه توفي ولم يكمل جَمْع القرآن.
(٢) ﷺ ncyclopédie de l’Islam Tome ٥ p ٤٠٦.
(٣) الإتقان ١/١٦٤.
(٤) طبقات ابن سعد ٣/٢١٢.