إضافة إلى كل هذا فإن الترجمة من المصادر الأجنبية كثيرا ما يغير بها لفظ الشيء المترجم، وبخاصة إذا كان اسم مكان أو اسم شخص غريب لا علم للمترجم به، فلا ينفع في هذه الحالة إلا الرجوع إلى المصادر الأصيلة.
المبحث الثالث: منهج الأثر والتأثر
هذا المنهج يعني الأخذ بالنَّزعة التأثيرية، وهي نزعة دراسية يأخذ بها معظم المستشرقين الذين اعتادوا رد كل عناصر منظومة الإسلام بعد تجزئتها إلى اليهودية والنصرانية.
لقد كان المستشرقون القدامى أكثر اهتماماً بهذه النزعة في كتاباتهم، حتى إن أحدهم وهو اليهودي أبراهام غايغر ﷺ.Geiger أصدر عام ١٨٣٣م كتابا يحمل عنوانا مثيرا هو: ((ماذا أخذ القرآن عن اليهودية؟))(١) وقد كان هذا الكتاب إيذاناً ببداية حقبة جديدة في البحث الاستشراقي تهدف إلى التنقيب عن كل ما قد يبدو للمستشرقين في القرآن منقولاً ومستقى من اليهودية، وقد أقبلت أبحاث هؤلاء تفكك مضامين القرآن الكريم؛ لتردها إلى عناصر توراتية _ يهودية مزعومة.