يضاف إلى هذا أن القرآن المكي لم يتفرد وحده بالعنف والشدة، فالقرآن المدني يحتوي على هذه الخصائص في العديد من آياته كتلك التي تحرم الربا وتهدد أهل الكفر بالنار وسوء العذاب. بالمقابل، فإن كثيراً من السور المكية تشتمل على آيات كثيرة تنجلي منها عبارات الصفح واللين والعفو، منها قوله تعالى في سورة فصلت المكية: ژ چ چ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [فصلت: ٣٣ ] وقوله في سورة الزمر المكية: ژ ؟ ؟ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ےے ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [الزمر: ٥٣].
والحاصل أن سور القرآن وآياته ليس فيها أي تناقض أو تباين في الأسلوب، وهي ليست خاضعة للظروف ومتغيرات البيئة كما يزعم المستشرقون، ولكنها قائمة على رعاية حال المخاطبين، فهي تشتد تارة وتلين أخرى، وتَعد تارة، وتتوعد أخرى؛ تبعاً لما يقتضيه الحال والمقام (١).
المبحث السادس: التركيز على المرحلة التأسيسية
للحقل القرآني (٢)
(٢) عددت هذا الأمر منهجا؛ لأنه يكاد يطرد في معظم أبحاث المستشرقين.