ويمكن اعتبار كتاب نولدكه منعطفا بارزا في سياق البحث الاستشراقي في الدراسات القرآنية، ومما زاد تكريس هذا الأمر اهتمامُ المستشرقين المتأخرين كافة بالكتاب، واتكاؤهم عليه في أبحاثهم ودراساتهم، حتى إنه لا يكاد يخلو مؤلف في الموضوع من الاعتماد على الكتاب ومتابعة صاحبه فيما ذهب إليه من آراء ومواقف(١)، ولا يمكن أن ننسى بهذا الصدد دور مدرسة نولدكه الألمانية في حقل القرآنيات، وهي مدرسة اشتهرت وَبزَّت غيرها من المدارس الأوروبية؛ حيث برز فيها ثلاثة رواد رابعهم شيخهم نولدكه الذي عهد إلى هؤلاء التلامذة شفالي Schwally، وأوتو برتزل O.Pretzel، وبرجشتراسر رضي الله عنergstrasser مهمة تنقيح الكتاب والتعليق عليه، وهو ما حصل فعلاً عندما تم إخراج جزأين منه عام ١٩١٩م، في حين تم إصدار الجزء الثالث عام ١٩٢٦م (٢).

(١) راجع على سبيل المثال: مادة ((Quran)) في دائرة المعارف الإسلامية الاستشراقية في طبعتها الثانية (٥/٤٠٥) وكتاب بلاشير R.Blachère مدخل إلى القرآن الكريم Introduction au Coran وكتاب وانسبروه: Wansbrough دراسات قرآنية: Quranic Studies وغيرها.
(٢) Theodor Noldeke: Geschichte des corans (GdQ): Leipzig ١٩١٩ (Tome١-٢) ١٩٢٦ (t-٣)


الصفحة التالية
Icon