وبعد، فأقدم بين يدي القارئ الكريم هذه المنظومة التي تتعلق ببعض علوم القرآن ومسائله التي كثيرا ما تدور بين القراء في مجالسهم وتقع فيها المحاورة بين الطلبة والمذاكرة بين الحفظة مثل عدد بعض الآيات وكيفية رسم بعض الكلمات وبيان بعض الشواذ من المتشابهات مما قد يشكل على الطالب المبتدي ويغفل عنه القارئ المنتهي.
هذا ومما يجب علي ذكره هنا اعترافا بالفضل لأهل الفضل وذويه هو أن السبب في نظم هذه المنظومة يرجع إلى مذاكرة الشيخ الوقور المحترم عمار العمري حفظه الله ومتعه في الدارين بالحسنى وزيادة فهو الذي نبهني إلى ذلك بما يقدمه إلى مجلس المذاكرة من إلقاء مسائل قرآنية فيما يشبه النظم ويطلب مني تصحيح ذلك فأجيبه. وفي أثناء ذلك بدا لي أن أنظم منظومة في المسائل التي دارت في مجالسنا القرآنية مشتملة على الأبيات التي صححتها للشيخ وعلى غيرها مما استفدته من غيره من الطلبة والحفاظ ومما أخذته من كتب هذا الفن العزيز فنظمت ذلك كله في سلك هذه المنظومة وسميتها (حجر المخلاة في مجالس المحاجاة) راجيا من الله أن يجعلها من الكلم الطيب والعمل الصالح الذي يرفعه وأن يحشرنا بها في زمرة حفظة القرآن الكريم العاملين به والمتبعين لهديه الذين هم أهل الله وخيرته من خلقه وأن يثيب كل من كان في إعانتي على إنجازها وإبرازها إنه قريب مجيب.
الناظم: محمد الطاهر التليلي
الحمد لله الذي هدانا……وللرشاد والهدى حدانا
ثم الصلاة والسلام أبدا……على النبيّ الهاشميّ أحمدا
وآله وصحبه والتابع……لكل أمر من هداه نابع
وبعدُ فالمقصود نظم ما انتثر……في مجلس القرّاء من آي السُّوَرْ
كعدّ آي أو شذوذ أحرف……في رسمها أو ذكر نوع يختفي
مسائل منقولة مجموعه……من أكثر القراء أو مسموعه
كما أتت عن ورشهم روايهْ……يعرفها الطلاب بالدرايهْ
قد طُرحت في مجلس الأحاجي……على بساط البحث والحِجاج
تذكرةً قد ذُكرت ودُربهْ……وسُنّة محمودة وقُربهْ