يُعدّ تفسير القرطبي – رحمه الله – من أوسع الكتب التي تناولت القراءات بعد كتب القراءات، ويمكن إيجاز تلك الجهود في التالي: (١)
- استقصاء القراءات في الكلمة القرآنية.
- نسبة القراءة إلى قارئها.
- بيان درجة القراءة.
- توجيه القراءات، وخصوصاً ما كان له علاقة بالمسائل الفقهيّة.
والأمثلة على ما تقدّم كثيرة، فمن ذلك ما أورده في آيات الصيام عند قوله تعالى: " وعَلى الَّذِينَ يُطِيقُونَه فِديَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطوَّعَ خَيراً فهوَ خيرٌ لَهُ وأنْ تَصُوموا خيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمُون " قال: (( قوله تعالى: ( وعَلى الَّذِينَ يُطِيقُونَه ) قرأ الجمهور بكسر الطاء وسكون الياء، وأصله يطوقونه نقلت الكسرة إلى الطاء وانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، وقرأ حميد على الأصل من غير اعتلال، والقياس الاعتلال، ومشهور قراءة ابن عباس " يطوقونه " بفتح الطاء مخففة وتشديد الواو بمعنى يكلفونه، وقد روى مجاهد " يطيقونه " بالياء بعد الطاء على لفظ " يُكِيلونه " وهي باطلة ومحال، لأنّ الفعل مأخوذ من الطوق، فالواو لازمة واجبة فيه ولا مدخل للياء في هذا المثال )) (٢)
ومن الأمثلة ما جاء في قوله تعالى في آيات الصيام (فمَن تَطَوَّعَ خيراً فهُوَ خَيرٌ لَهُ ) حيث قال القرطبي: (( قرأ عيسى بن عمرو ويحيى بن وثّاب وحمزة والكسائي ( يَطَّوَّعْ خَيراً ) مشددا وجزم العين على معنى يتطوع، الباقون ( تَطَوَّعَ ) بالتاء وتخفيف الطاء وفتح العين على الماضي )) (٣)
(٢)... ٢/١٩٢.
(٣)... ٢/١٩٤.