مكانته العلميّة: كان – رحمه الله – من العلماء العارفين الورعين الزاهدين في الدنيا، أوقاته معمورة ما بين عبادةٍ وتصنيف، وله تصانيف تدل على إمامته وكثرة اطلاعه وفضله، فمن تصانيفه كتابه (( الجامع لأحكام القرآن )) وهو من أجلّ التفاسير وأعظمها نفعاً (١)، وكتابه (( الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ))، وكتابه (( التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة ))، وكتابه (( قمع الحرص بالزهد والقناعة )) وغير ذلك من الكتب، وله أرجوزة جمع فيها أسماء النبي - ﷺ -، وكان طارح التكلّف، يمشي بثوب واحد وعلى رأسه طاقيّة، وقد سمع من الشيخ أبي العباس أحمد بن عمر القرطبي صاحب (( المُفهِم في شرح مسلم )) بعض هذا الشرح، وحدّث عن أبي الحسن علي بن محمد بن علي اليحصبي، وعن الحافظ أبي علي الحسن بن محمد البكري وغيرهما.
- المطلب الثاني: نبذة عن الكتاب.
يُعتبر تفسير القرطبي (( الجامع لأحكام القرآن )) أشهر كتبه وأعظمها نفعاً كما تقدّم، وقد أوضح القرطبي سبب تأليفه بقوله :(( فلما كان كتاب الله هو الكفيل بجميع علوم الشرع الذي استقل بالسنة والفرض، ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض رأيت أن أشتغل به مدى عمري، وأستفرغ فيه مُنّتي (٢) ) (٣)
(٢)... المُنّة بالضم القوة، ( انظر: القاموس المحيط ص ١٢٣٥ ).
(٣)... الجامع لأحكام القرآن ١/٦.