وكان من أبرز من اهتم بفكرة النهضة الإسلامية والتجديد المستشرق البريطاني هاملتون جب، فقد قام بدراسة الإسلام والتشكيك في حقيقة القرآن الكريم والسنة المطهرة وسيرة النبي ﷺ وحقيقة نبوته ودعوته، ودور الإجماع في الحياة الاجتماعية للمسلمين، ففي كتابه: (الاتجاهات الحديثة في الإسلام) يتحدث جب عن مناسبة تأليفه لهذا الكتاب، فيبيِّن بأنه كتبه لقلة الدراسات والبحوث عن الوضع المعاصر للإسلام والمسلمين وعن حركات الشعوب الإسلامية، والتجديد في الإسلام يهدف لتحقيق مواكبته للأمم وحضاراتها ولا سيما الحضارة الغربية، وهو أمر غاية في الأهمية لنهضة الشعوب الإسلامية(١). إن مثل هذا الكلام قد يخدع بعض المنبهرين بالمستشرقين من الذين يحسنون الظن بهم، وهل يصدق عاقل ما كتبه جب في الفصل الرابع والسادس من كتابه المذكور، مع أن فيه هدماً صريحاً لمصادر الشريعة الأربعة من قواعدها، وقد قضى بذلك على حقوق الأمة الإسلامية في اختيار دينها وعقيدتها استناداً إلى منابعها التي عرفها الناس. إن كلام المهادنة والمصانعة ولين القول ولطف العبارة عند القوم بيَّنه سبحانه وتعالى: ژ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ چ چ ژ [التوبة: ٨]، وقوله تعالى: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ں ژ [آل عمران: ١١٨]، ولهذا قال ابن كثير عن هذه الآية: ((أي قد لاح على صفحات وجوههم وفلتات ألسنتهم من العداوة، مع ما يشتملون عليه في صدورهم من البغضاء للإسلام وأهله، ما لا يخفى مثله على لبيب عاقل))(٢).

(١) السير هاملتون جب، الاتجاهات الحديثة في الإسلام، ترجمة هاشم الحسيني، دار مكتبة الحياة، بيروت، ١٩٦٦م، ص١٥-١٦.
(٢) ابن كثير، تفسير القرآن الكريم، ج٢، ص١٠٨.


الصفحة التالية
Icon