إن حال أعداء الإسلام في الماضي لم يتغير فقد أعلمنا الله سبحانه وتعالى حال المعاندين الجاحدين لآيات الله وما أنزل على عبده ونبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما بيَّن جل شأنه حقيقة القوم الذين يعادون القرآن؛ لأنه يقصُّ أكثر الذي يعملون، فبيَّن سبحانه وتعالى ما تجيش به صدورهم وقلوبهم، وما انطوت عليه نياتهم من مكر وتصدية، فقال جل وعلا: ژ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ ژ [سبأ: ٢٦]، وقد ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ژ ھ ے ے ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ژ [فصلت: ٢٦]، بأن الكفار والمشركين تواصوا فيما بينهم ألا يطيعوا القرآن ولا ينقادوا لأوامره ولا يسمعوا لآياته، وأن يَلِغوا فيه بالمكاء والصفير والتخليط في المنطق على الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن يجحدوا آيات القرآن وينكروها ويعادوها(١). ولما فشل الكفار في منهجهم وسبيلهم هذه لجأوا إلى الطلب من الرسول ﷺ باستبعاد القرآن واستبدال غيره به، فبيَّن العزيز الحكيم ذلك واصفاً هؤلاء بقوله جل شأنه: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟پ پ پ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ٹ ٹ ٹ ٹ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ چ چ ژ [يونس: ١٥].

(١) أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير، تفسير القرآن العظيم، دار طيبة للنشر والتوزيع، المدينة المنورة، ١٤١٨ه-١٩٩٧م، ج٧، ص١٧٤.


الصفحة التالية
Icon