بعد هذه الاستهلالة الموجزة عن نظرة المشركين وأمثالهم نحو القرآن الكريم مما ذكره الله جلَّ جلاله عنهم، فإننا سوف نتحدث عن موقف بعض المستشرقين من القرآن الكريم في بعض دوائر المعارف الغربية، مبتدئين بعرض موجز عن الاستشراق وواقعه ونظرته إلى الإسلام والقرآن؛ لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، يتبع ذلك عرض مختصر لما كتب في بعض دوائر المعارف الغربية عن القرآن الكريم، ثم يأتي بيان ما تضمنته دائرة المعارف البريطانية من موضوعات عديدة في الحديث عن القرآن وحياً وجمعاً، شكلاً ومضموناً، تفسيراً وترجمة، ثم نعرض العديد من الحقائق التي تردُّ شبهات المستشرقين مما جاء في كتابات المنصفين من مفكري الغرب والشرق غير المسلمين، وقد عملنا على إيراد أهم الشُّبه في عدد من الموسوعات التي رجعنا إليها، فنقلنا النص الإنجليزي ثم ترجمته، في حين اكتفينا بإيراد الشبهات وترجماتها إلى العربية جملة واحدة بما يخصُّ الموسوعة البريطانية دون ذكر النص الإنجليزي تفادياً للإطالة، واكتفاءً بإيراد المقصود والتعليق عليه ورد الشبهات، مع بيان موقف غير المسلمين من قضايا الإسلام بين تعصب أعمى وتعقل وبصيرة. ثم نختم هذا المبحث بتلخيص موقف المستشرقين من القرآن الكريم، وبالله التوفيق وعليه التكلان.
ثانياً: الإسلام والقرآن في الفكر الاستشراقي: