أما الكلام عن مضمون القرآن في دائرة المعارف البريطانية فقد تركز الحديث فيه على أساسيات قواعد أركان الإسلام والإيمان بالله الخالق، فالسور الأُوَل من القرآن تركز على أن الله خالق الكون كله، وأن على الإنسان أن يشكر الله على فضله، وأن الله يجزي كل إنسان بحسب عمله إنْ خيراً فخير وإن شراً فشر، إما بجنة أو جحيم. ولم يتطرق كاتب الموضوع إلى توحيد الألوهية وإفراد الله بالعبادة جل شأنه والقول بأن النبي محمداً ﷺ آمن بعقيدة التوحيد التي بعث بها إبراهيم عليه السلام، وأن السور الأخيرة من القرآن تتحدث عن أنه لا ربَّ سوى الله ولا مكان لعبادة الأصنام والأوثان في دين الإسلام. كما بيَّن الكاتب أن القرآن ذكر بعض الأنبياء والرسل أمثال نوحٍ وإبراهيم وداود ويونس ويعقوب ويوسف وسليمان وموسى وزكريا ويحيى وموسى وعيسى.. إلخ عليهم وعلى نبينا محمد الصلاة والسلام.
كما يتناول القرآن الكريم قدرَ الإنسان وأنه بيد الله، وأن الإيمان والكفر يكونان بقضاء الله وقدره، وأن الإنسان بحسب الدين الإسلامي ليس له حرية الاختيار والإرادة. وانتهى كاتب المقال للقول بأن مضامين القرآن بأجزائه المتعددة وسوره المختلفة كانت تتوافق مع متطلبات مراحل ظهوره في مكة المكرمة أو المدينة المنورة أو غيرهما.
فجملة تلك الآراء والأقوال الواردة في دائرة المعارف البريطانية وما فيها من التشويه والتشويش لحقيقة كتاب الله العزيز، وما تحمله من إيحاءات تشير إلى أن القرآن خلط وتلفيق من الأديان والأفكار الوثنية واليهودية والنصرانية والصابئة والمانوية، حيث إن النبي محمداً ﷺ ادعى أنه آخر الأنبياء، وأن كتابه آخر الكتب، كما فعل دَعِيُّ النبوة في الديانة المانوية الزرداشتية ماني خلال القرن الثالث الميلادي في بلاد فارس (إيران) الذي ادَّعى أنه آخر الأنبياء الذين جاءهم الوحي الإلهي من السماء(١).

(١) المرجع السابق.


الصفحة التالية
Icon