يأتي من الزعم بأن القرآن يربط بين الدين الإسلامي واليهودية، وقد أدرك مغزى هذه الفرية الكثير من العلماء مسلمين وغير مسلمين، فهذا المفكر الفرنسي الكونت دي كاستري يجلي الحقيقة بقوله: ((قد نرى تشابهاً بين القرآن والتوراة في بعض المواضع. إلا أن سببه ميسور المعرفة، إذا لاحظنا أن القرآن جاء ليتممها، كما أن النبي محمداً ﷺ خاتم الأنبياء والمرسلين))(١).
والزعم بأن آيات القرآن الكريم تشيد بالشؤون الشخصية للنبي محمد ﷺ ففي ذلك أغلوطات أوضح بطلانها الفرنسي بلاشير عندما قال: ((إن محمداً لا يبدو في القرآن إطلاقاً منعماً عليه بمواهب تنزهه عن الصفات الإنسانية، وهو يصرح بفخر أنه لم يكن سوى مخلوق هالك: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [الكهف: ١١٠]، وهو لم يتلق أي قدرة على صنع المعجزات ولكنه انتخب ليكون منذراً ومبشراً))(٢).
٣- أصول القرآن ومصادره.
(٢) ريجيس بلاشير، تاريخ الأدب العربي، ترجمة إبراهيم الكيلاني، وزارة الثقافة، دمشق، ١٩٧٣-١٩٧٤، ج٢ ص١٤-١٥.