في موقفهم من الإسلام))، فنحيط به علماً ونحن هادئو البال))(١)، وهدوء البال هذا قد تكون عاقبته غير محمودة، قال تعالى: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [النحل: ٢٦].
ما تقدم هو نموذج لرؤى المستشرقين ومناهجهم في أبحاثهم ودراساتهم للإسلام عامة والقرآن الكريم ولا سيما أن الهدف هو تمحيص الإسلام من وجهة نظر علمية تتسم بالموضوعية التي تخضع لقواعد المنهج العلمي لديهم، يقول الأستاذ أحمد جمال: ((يحاول علماء اللاهوت في أمريكا الآن تطبيق نظرية (النقد الأعلى) على القرآن، كما يطبقونها على الإنجيل والتوراة، ويزعمون في صلف: أن الله لم يتحدث (العربية) قط، وهم يحاولون التشكيك في أن القرآن من عند الله، ويقولون: إنه كغيره من الكتب المؤلفة عرضة للنقد والتبديل))(٢)، وتحريف الكتب المقدسة لدى أعداء الله يقصد به إفساح المجال لخواطر شبهاتهم ونوازع شهواتهم وبطش جبروتهم وبسط سلطانهم، كما حددها رودي بارت من وجهة نظره بقوله: ((ونحن بطبيعة الحال لا نأخذ كل شيء ترويه المصادر على عواهنه دون أن نعمل فيه النظر))(٣)، وكمنهج علمي هذا صحيح، ولكن إعمال النظر يجب ألا يقوم على التحريف والتشويه للحقائق الثابتة التي تنتهي بالقدح في نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتشكيك في القرآن الكريم والقول بأن ما يقال عنه أحاديث الرسول ﷺ إنما هي من وضع الصحابة وعلماء الحديث كما قال بذلك المستشرق النمساوي اليهودي جولدتسيهر(٤).

(١) رودي بارت، ((الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية))، ترجمة مصطفى ماهر، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، القاهرة، ١٩٦٧م، ص١٠.
(٢) أحمد محمد جمال، مفتريات على الإسلام، ص١٩.
(٣) رودي بارت، الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الألمانية، ص١٠.
(٤) أحمد محمد جمال مفتريات على الإسلام، ص٣٣، ٣٥.


الصفحة التالية
Icon