تحدث الكاتب في الجزء الأخير من مقاله عن ترجمات معاني القرآن الكريم مبيناً أن أصل ما أوحي به إلى النبي محمد ﷺ كان باللغة العربية لتطييب خاطر العرب ليكون كتاب مقدس بلغتهم، إذ ليس لهم كتاب مقدس كما في اليهودية والنصرانية(١)، وما كان هذا ينفع جميع من أسلموا من غير العرب فظهرت الحاجة إلى ترجمة القرآن إلى الأردية والفارسية ولغات عديدة أخرى، وجميع ترجمات معاني القرآن الكريم تعدّ تفاسير وشروحات للنص القرآني، وليس نقلاً لأصل النص القرآني كما هو في لغته الأصلية العربية، ولهذا فتلك النصوص لا تصلح للاستشهاد أو العمل بها في تطبيق مبادئ العقيدة والشريعة(٢).
ثم تكلم كاتب المقال على أول نسخة طبعت طباعة عصرية للقرآن الكريم، وأنها تمت في العاصمة الإيطالية روما عام ١٥٣٠ ميلادية، مع أن تلك النسخة لم تتداول بين الناس، ثم طبعت نسخة أخرى في مدينة همبرج بألمانيا عام ١٦٩٤م، ثم بيَّن الكاتب كيف عمل المستشرقون على ترجمة معاني القرآن الكريم إلى العديد من اللغات الأوربية: الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، البرتغالية، الأسبانية... إلخ، والكاتب بحديثه عن ترجمات معاني القرآن الكريم في العديد من اللغات يعني به تعدُّد المصاحف، وقد لبس فيه الحق بالباطل ليوهم القارئ بأنَّ تعدد مصاحف القرآن يتوافق مع تعدد نسخ الإنجيل(٣)، ولكن المنصفين من المستشرقين ينفون بشدةٍ تعدُّد نسخ القرآن ويؤكدون أنه نص واحد، وأن تعدُّد الترجمات لا يعني تعدد النسخ، ولكن تحامل الظالمين يجعلهم يقولون بذلك.
(٢) المرجع السابق.
(٣) المرجع السابق.