واهتمت الدراسات الاستشراقية بتنمية روح القومية والاعتزاز بها بين أفراد الشعوب الإسلامية، واستبدال الرابطة القومية بالرابطة الدينية؛ لأن المستشرقين يرون أن الوحدة الدينية ليست طريقة لتقوية الرابطة بين الشعوب الإسلامية مثلما يربط كل شعب بوطنه وبقوميته، وهم إذ يقولون هذا يعرفون أن الرابطة الإسلامية هي أقوى الروابط، ولكن تلك كلمة حق يُراد بها باطل. والدراسات الاستشراقية الحديثة تسعى إلى بث الشعارات الداعية إلى الشعارات السياسية التي تنادي بالتحرر والديمقراطية بدلاً من الشورى، للتخلص من أي التزامات وتشريعات سماوية ونظم اجتماعية إسلامية فاضلة، لتنصرف الدول الإسلامية عن حماية الشرائع الدينية في جانبيها الفكري والسلوكي بحثاً عن الشرائع الدنيوية العلمانية(١).

(١) يمكن القارئ الاطلاع على جملة الأبحاث التي تضمنها كتاب: (دراسات استشراقية وحضارية)، الذي أصدرته كلية الدعوة في المدينة المنورة ١٤١٣ه-١٩٩٣م، ويمكن الاطلاع على كتاب أحمد محمد جمال: (مفتريات على الإسلام)، رابطة العالم الإسلامي، ١٤٠٥ه-١٩٨٥.


الصفحة التالية
Icon