وجملة الدراسات التي كتبت عن بلاد المسلمين منها مثلاً كتابات فلبي المختلفة في كتاب: (قلب الجزيرة) ١٣٩١ ه-١٩٢٢م، وكتاب: (جزيرة العرب الوهابية) ١٣٤٧ ه-١٩٢٨م، وكتاب: (حاج في الجزيرة العربية) ١٣٦٦ ه-١٩٤٦م. كل هذه الدراسات تتضمن نقلاً مشوهاً للنصوص وعرضاً مبتوراً للحقائق عن الإسلام، وليعلم أن الدراسات الاستشراقية في تواطؤ تام مع الصهيونية والماسونية المناهضة لدعوة الإسلام تعمل لتحقيق مآرب ذاتية عديدة مثل العولمة والاستعمار والحروب الاقتصادية والسياسية... إلخ، بعيداً عن أسس البحث العلمي المتجرد القائم على الموضوعية(١). لأن: ((العلمية والموسوعية، والنموذجية والقياسية والجامعية سمات يندر أن تجتمع في بعضهم، إن لم نقل يستحيل أن تتوافر في أحدهم، وإن كان ظهر منهم أعلام لهم سمعتهم الثقافية المرموقة))(٢).
والموضوعات التي يتناولها المستشرقون بالبحث والدرس متكررة، وفيها من الدليل الواضح على تحيزهم إلى نوع معين من الدراسات دون أي نوع آخر، فهم يبحثون في الخلافات والنزاعات بين الطوائف والفرق المختلفة مثل: الكلامية، والمرجئة، والمعتزلة، والمعطلة، والرافضة، ويدرسون حياة التصوف، وأساطير الحلاج وغيرها، ويتناولون الأمور المتعلقة بالزندقة والشعر المبتذل في أعمال بشار وأبي نواس وابن الراوندي... إلخ(٣).

(١) أحمد محمد جمال، مفتريات على الإسلام، رابطة العالم الإسلامي، مكة المكرمة، ١٤٠٥ه-١٩٨٥م، ص١٢.
(٢) نذير حمدان، الرسول ﷺ في كتابات المستشرقين، ص١٢.
(٣) المرجع السابق، ص١٠٠-١١٦.


الصفحة التالية
Icon