من الذى ملأ السنابل بالحبوب، ودلى الطلع النضيد على صدور النخل؟؟. " إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون ". وكما يقع ذلك على التراب يقع مثله فى الفضاء الرحب "فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم". وتمضى الآيات القرآنية فى وصف الآيات الكونية واستخلاص الدلائل منها على عظمة الله وإبداعه، وعلى أنه وحده الجدير بالإعظام والعبادة، فمن كان له عقل وعى، ومن فقد عقله هوى. " قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ" ماذا يطلبه عشاق المعجزات الحسية بعد هذا البيان المشرق؟. إن جهود المرسلين على امتداد السنين لا تنشد إلا هذا الإيمان العاقل. ولذلك يجئ على لسان الرسول الخاتم هذا القول: " أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا"؟. إن الراسخين فى العلم من أهل الكتاب الأولين يعرفون عظمة القرآن وصدق صاحبه " والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين"!! فى ربط الأمة بكتابها يقول الله تعالى فى هذه السورة :"اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين ". ويقول: " وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون ". ويقول مبينا البلد الذى تنطلق منه الدعوة العالمية " وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به.... ". ص _١٠٥