شرح لطبيعة الحياة الدنيا من البدء إلى النهاية، إنها اختبار متتابع شديد. ص _١٠٨
المرء يختبر بكل من يعرف من البشر، ويختبر بكل ما حوله من سراء وضراء. ونتائج هذه الاختبارات تكشف هناك... فى الدار الآخرة. الحياة هنا ممر لا مقر ومن حقيقة السير فيها يكون المثوى الأخير " وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم" ص _١٠٩
سورة الأعراف بدأت سورة الأعراف بحديث مجمل عن قضيتين: الأولى تتصل بالقرآن الكريم. والثانية فى المنكرين له والمكذبين جملة بالوحى الإلهى. فى القضية الأولى نزل قوله تعالى " كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين * اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء.." والحرج المنهى منه يجيء من سوء استقبال المشركين لمن يريد هدايتهم، وتزهيدهم فى مواريثهم. والإنذار إعلام مع تخويف، والمطلوب من المستمعين عامة أن يتبعوا الكتاب الناصح لهم، ويهجروا ما عداه من تقاليد لا خير فيها، مهما كان مصدرها. فإن الأولياء المتبعين من دون الله لن يجيئوا بخير، فماذا بعد الحق إلا الضلال؟ وقد تحدثت السورة بعدئذ عن الكتاب فى جملة مواضع منها قوله تعالى " ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون * هل ينظرون إلا تأويله... ؟ ". يعنى هل ينتظرون إلا أن يتحقق وعده ووعيده، فيظفر المؤمنون بالنصر والثواب، ويكتوى الكافرون بالهزيمة والعقاب؟. ومنها قوله تعالى "إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ". وهذا على لسان النبى ﷺ ومعناه أن الله يتولى نصره وحفظه حتى يبلغ ما نزل على قلبه، ويجعل الحياة تستضيء به وتسير بتوجيهه. ومنها قوله تعالى فى ضرورة تدبر هذا الكتاب والانتفاع بما حوى من علوم "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون". فالكتاب ذكرى للمؤمنين ونماء لعقولهم ورحمة