فمن ضبط جهاز استقباله على محطة إرسال معينة سمع ما يريد، وإلا فهو بمنجاة. ولا يملك الشيطان إلا قدرة البث ولا يقدر أبدا على تضليل إنسان بقوته!! والغريب أن الإنسان نسى ما وقع لأبيه عندما طرد من الجنة، ولا يبالى أن تتكرر المأساة لا سيما والشيطان قد أقسم على إذلال أبناء آدم جميعا. "قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين.. ". أما كان ينبغى أن نحذر هذا الحقد المبين؟؟. والأغرب أن تجئ خدعة آدم من حيلة مكشوفة لا تنطلى على ذكى يقظ! لقد قال إبليس له: إنك منعت من الشجرة حتى لا تكون ملكا!! وكان آدم قادرا على أن يقول له: إن الملائكة سجدت لى فكيف أهبط عن مكانتى؟ إن ما أنا فيه أفضل!! وأطمع إبليس آدم فى الخلود إذا أكل من الشجرة!! ومن قال: إن آدم وبنيه ليسوا من الخالدين؟ حتى لو ماتوا، فالموت نقلة إلى حياة أقوى وأكبر!! إن الشيطان أفاك خداع، واللوم لا يوجه إليه، وإنما يوجه إلى من انخدع به... ومن وقع فى مصيدته بهذا الشرك المكشوف...!! وفقد آدم ما كان فيه من النعيم، وهبط هو وزوجته إلى الأرض ليأكلوا بكد اليمين وعرق الجبين!! وتعرضت ذراريهم للتجربة الأولى والخدعة القديمة، ترى هل يعتبرون؟. "قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين". إلى وقت محدود وعمر معدود ثم ترجعون إلى الخالق الكبير ليسألكم عن حالكم فى هذه الفترة أكنتم عبيدا له أم عبيدا للشيطان؟؟. " قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون". وبعد هذا السرد لقصة آدم اتجه الحديث إلى أولاده على مر العصور فنودوا أربع مرات ليسمعوا نصائح ربهم وينجوا من كيد عدوهم! ونلحظ فى هذه النصائح أنها حداء إلى الإنسانية الرفيعة أو إلى دين الفطرة! ص _١١٤


الصفحة التالية
Icon