واتقوا الله (٨) واعلموا أن الله بكل شيء عليم". ماذا يصنع دين أكثر من ذلك فى لزوم التروى والأدب وصون الحاضر والمستقبل؟ ومع ذلك فقد بلغ الهوس فى إيقاع الطلاق حد الجنون، فقد يعلِّق رجل طلاق امرأته على شرب سيجارة، ثم يدخن وينهدم البيت!، وتتمزق الأسرة شظايا، ويتهم الإسلام بالحيف على المرأة!! ص _٠٢١
وقد أشرت فى مقال آخر إلى كلمة "حُدُودُ اللَّهِ" التى تكررت ست مرات فى آيتين من آيات الطلاق، ختمتا بقوله تعالى: " وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون"!! وأغلب المسلمين لا يعى هذه الكلمة، ولا يدرى كم تكررت، ولا لم تكررت؟؟ ويبدو أنهم قوم لا يعلمون!! وقد ظلمت المرأة فى بيئات كثيرة، وغريب أن يرد الحيف عليها إلى تعاليم الإسلام التى أنصفتها!! لقد قال الله تعالى: " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة " والآية ظاهرة فى تبادل الحقوق والواجبات، وفى تقرير درجة رياسة الرجل، مع إتمام هذا التبادل، لكننى لاحظت فى بعض الأوساط الهابطة، أن المرأة عليها وليس لها، وأنها تعامل بامتهان وغلظة، وأنها قد تأكل الفضلات فى البيت، وتذهب أطايب الطعام إلى غيرها.. كيف تنسب هذه الجلافة إلى دين من الأديان بله الإسلام؟ وأعرف أن هناك نسوة شريرات يملأن البيوت متاعب، والحل لهذه المشكلات كلها لا يقوم به رجال الشرطة، بل يعتمد على حسن التربية والتزام التقوى، والوقوف عند حدود الله... إنه لابد من علم واسع وخلق كريم وتربية أصيلة، وأهل لهم عدل وإنصاف، وأمة قوامة بأمر الله.. وقد رأيت أن أجهزة التبشير ترقب العالم الإسلامى بمكر، وتحاول اختراقه من ثغرات تتوهمها أو تجدها، وقد رأت أن أعدادا من المسلمين تهين النساء، وتستكثر عليهن ما آتاهن الشارع الحكيم فسعت إلى تنصير المرأة وإشاعة أن المراد إنقاذها من جور الإسلام!! وتوجد الآن جمهرة من المثقفات وقعن فى هذا الشرك، والسبب الأول بعض المتحدثين فى الدين من الجاهلين والتافهين..