دواوين الحكم ومدارس العلم، وعرصات الاتجار والزرع، وشئون الأخلاق والتشريع، كان ذلك كله يسير وفق الوحى النازل فى الكتاب، والقيادة الهادية من صاحب الرسالة الخاتمة.. وصح أن النبى ﷺ قدم شابا ـ هو أحدث من معه سنا ـ فولاه القيادة، لأنه كان يحفظ سورة البقرة!! إنه لا يحفظها أحرفا وأنغاما، وإنما يحفظها إلهاما وأحكاما، ونورا وفرقانا، وهكذا تبنى الأمم... ******* ونقف أخيرا أمام آخر آية فى سورة البقرة، فنلفت الأنظار إلى خاصة فى الأمم التى تواتيها حظوظ الرفعة والصدارة، إنها تمتاز بالصلف، وتنظر إلى سواها من أعلى.. والجنس الأبيض الذى يحكم العالم اليوم تستبد به نزعة من الكبر والترفع على سائر الأجناس الأخرى. ! أليس صاحب الحضارة التى غزت الفضاء وفجرت الذرة؟ إن أشباه الرجال فيه يتعالون تحت هذه المنقبة التى حققها نفر من العباقرة. أما المسلمون ـ إبان صدارتهم، وأيام اختصاصهم بالوحى الأعلى ـ فهم يشعرون بالخضوع لله، والفقر فى ساحته، والحاجة الماسة إليه. ودينهم الاستغفار، وطلب العفو، والتأميل فى الفضل الأعلى.. " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا " الخ ص _٠٢٧