سورة آل عمران يستطيع قارئ سورة آل عمران؟ أن يستبين على عجل موضوع السورة الكريمة، فهى تدور على قضيتين كبيرتين. الأولى: حوار مع أهل الكتاب الذين يخاصمون الإسلام داخل المدينة. والأخرى: تعليق على هزيمة أحد التى أصابت المسلمين بجرح غائر، وأدخلت الأحزان إلى عشرات البيوت... والحديث فى كلتا القضيتين يأخذ بدايته منفردا فى أول السورة ووسطها، ثم يختلط الحوار والتعليق أواخر السورة، كأن جهاد الدعوة يقضى بالثبات فى الموقفين، ويوجب على المسلمين مواجهة مشتركة لكيد اليهود داخل المدينة وهجوم الوثنيين عليها تمشيا مع عدوانهم السابق.. إننا نعرض دعوتنا على الأحزاب كلها، عرضا لا جور فيه ولا عدوان، فمن استجاب آخيناه، ومن أعرض تركناه، ومن اعتدى تصدينا له معتمدين على الله. وتلمح هذا الموقف فى قول الله هنا " فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد ". تبدأ السورة ببيان أن الإسلام هداية عامة وأن كتابه مصدق لما أنزل الله من قبل، وأن الوحى الإلهى كله فرقان بين الحق والباطل، وأن موسى وعيسى ومحمد يسيرون فى خط واحد، وأن دائرة الإسلام تشمل الأديان كلها على اختلاف الزمان والمكان. وقد سمى الله التوراة والإنجيل والقرآن " آيات الله ".. وننبه إلى أن هذه الكلمة " آيات الله " تكررت عشر مرات فى هذه السورة، بدأت بقوله تعالى :" إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام " وانتهت بقوله تعالى: ص _٠٢٨


الصفحة التالية
Icon