سيرتهم، واقتفوا آثارهم، إن تشابه البيئات يقتضى تشابه العقوبات... ص _٠٣٠
وقد ظن اليهود أنهم لم يشرفوا بالتوراة، ولعلهم يحسبون التوراة شرفت بجنسهم فغالوا بأنفسهم على نحو دمرهم تدميرا. ويوجد الآن عرب يرفضون أن يشرفوا بالإسلام، فتراهم يجردون العروبة منه، أتظن عقباهم خيرا من بنى إسرائيل الذين مسخوا قردة وخنازير؟ إن سنن الله لا تتخلف، والناس لديه سواسية.. استغرق الحوار مع أهل الكتاب بضع عشرة صفحة، اتجه إلى اليهود أولا لأن المسلمين صلوا بنارهم، ولم أر فى الصفحة الأولى إلا إشارة خفيفة إلى النصارى تلقح عن بعد إلى ميلاد عيسى بن مريم، " هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم " فالآية وإن تحدثت عن عمل القدرة العليا فى تخلق الإنسان، وملامحه المادية والأدبية، تشير إلى أن عيسى بن مريم واحد من ألوف الذين أبدعهم الخالق من عدم، وأفاض عليهم من الصفات المتفاوتة ما يثير العجب، بعضهم يعجز عن فهم ما يسمع ويرى، وبعضهم يخترق الحجب على نحو ما قيل: والألمعى الذى يظن بك الظن كأن قد رأى وقد سمعا. هناك من لا يحسن ركوب دابة، وهناك من يغزو الفضاء! هناك من يحتبس داخل هواه، وهناك من يفنى فى الله! وعيسى وإن ولد من غير أب إلا أنه مندرج فى سياق قانون القدرة، وأرى أن نؤخر الكلام عنه حتى نفرغ من اليهود أولا وموقفهم المريب من الإسلام.. * * * * كراهية اليهود للعرب قديمة، سببها الأول أن تحول النبوة عنهم بدأ بمحمد، وقد كانت لهم دالة على البشر ببقاء الرسالات السماوية فيهم، فلما رأوا الوحى ينزل بين العرب جن جنونهم، وكرهوا الأرض والسماء!! وقد اتجه إليهم الخطاب الإلهى منددا بهذا الموقف " يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون * يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون "؟. وظاهر من هذا التوبيخ أن اليهود كانوا يعرفون يقينا أن محمدا حق، وأنه يتحدث باسم الله، ص


الصفحة التالية
Icon