دفعهم هذا وذاك إلى ص _٠٣٢
التقوقع فى حاراتهم بعواصم الشرق والغرب، وإكنان الشر للناس مع الاستعلاء والاستخذاء جميعا..!! ونقرأ فى سورة آل عمران علة ما يفعلون ".. ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون". والأميون جمع منسوب إلى الأمة أو إلى الأم، فإن كان إلى الأم، بمعنى العجز عن القراءة، فالمقصود العرب لشيوع الأمية فيهم، وإن كان منسوبا إلى الأمم فالمراد الناس كلهم، وهذا الشرح أدنى إلى خلائق اليهود ومزاعمهم التى يتدارسونها فى توراتهم وتلمودهم، والتى جعلت دول أوروبا كلها تتنكر قديما لهم، وتنزل نكالها بهم، وكان هتلر آخر هذه السلسلة من الحكام الباطشين، ولن يكون آخر من يؤدبون المجرمين! وقد شرح القرآن الكريم أن العلاقة بين الناس وربهم لا تقوم على الدعوى الكذوب، بل على الخلق العالى، على الوفاء والتقى " بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين ". وقد تساءلت: إذا كان النصف الأول من سورة آل عمران يقوم على الحوار مع أهل الكتاب وقصص أحوالهم فلماذا جاء ذكر الحج هنا؟ ولماذا جاء الحديث قبله عن الأطعمة المحرمة والمحللة؟؟. وبعد إعمال الذهن وإدامة التدبر لم أعد بطائل، فقلت: أستفتى صاحب المنار وأتعرف على رأى الأستاذ الإمام، فوجدت الجواب السائغ! قالوا : كأن اليهود- والإسلام يعرض عليهم- يتساءلون: كيف نتبع دينا يستبيح الأطعمة المحرمة علينا ونحن نبتعد عنها فلا ترى قط على موائدنا؟. وأجيبوا بأن الحظر الذى يحترمونه كان موقوتا وطارئا، لقد كانت الأطعمة كلها حلا عليهم، فلما فسقوا واستمروا العدوان حرمت عليهم عقابا من الله... وقد فصل الله ذلك فى سورة الأنعام وختم التحريم بقوله: ".. ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون * فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين". والمعروف أن رسالة عيسى بدأت بالتخفيف من آصار اليهود، وورد ذلك فى قوله تعالى على لسان


الصفحة التالية
Icon