لها إلا الكملة من الرجال؟. ليس المولود الذكر الذى أملت فيه كهذه الأنثى التى يغلب أن تحتاج إلى الحماية! ولم تكن الأم المفاجأة تدرى أن ابنتها ستضع إنسانا وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين! وأنها ص _٠٣٥
ستتولى ـ فى مهده ـ حمايته، كما حمت أم موسى موسى، وكما حمت والدة محمد محمدا!! إن من الغرائب المثيرة أن يكون ثلاثة من أولى العزم قد كفلتهم نساء ضعيفات، وأن يرعى كبار الأنبياء فى طفولتهم نساء مجردات من القوى المادية، معتمدات على رب السماء... إن من النساء من تبلغ القمة بنبلها وإيثارها وإيمانها، ولكن الأمر كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا القليل ". لقد ناجت امرأة عمران ربها قائلة: " رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم * فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ". وتولى زكريا كفالة مريم، وكان رجلا قد كبرت سنه، ووهن عظمه، ولديه امرأته العاقر، التى لم ترزق من قبل بولد، وكان زكريا محزونا لأنه لم يرزق من يرث عنه قيادة بنى إسرائيل، مع سوء ظنه بهم، وخشيته على الشعب بعد وفاته. بيد أنه تحامل وصبر، وشرع يرعى الابنة التى انضافت إلى أسرته.! وأحس زكريا أن جديدا يقع فى بيته، وأن أرزاقا تهبط من الغيوب على هذه الابنة الغريبة التى كفلها " قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب" وكانت هذه الإجابة مشعلة لكوامن العبودية فى قلب زكريا، فناجى ربه، إنك خرقت العادات لهذه البنية، ورزقتها من السماء بقدرتك التى لا يعجزها شئ، فلا تحرمنى أنا فضلك الأعلى..! إنك تستطيع أن تجعل الزوجة العقيم خصبة، وأن تجعل الزوج العاجز قادرا، وأن ترزقنا ابنا تقر به عيوننا " هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء * فنادته الملائكة وهو قائم


الصفحة التالية
Icon