يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله... ". لقد عادت الحياة إلى الزوجين اليائسين: المرأة العاقر أنجبت- وما كانت لتلد- والزوج العقيم الكهل عاودته القدرة فأحبل امرأته. ص _٠٣٦
إن الله إذا أراد كانت الأسباب طوع أمره، وهو يخلق ما يشاء ويفعل ما يشاء. فى هذه البيئة القانتة المسارعة فى الخيرات نمت وترعرعت مريم، إنها بيئة تحيا فى رعاية السماء أكثر مما تحيا وفق قوانين الأرض، فلا غرابة إذا جاءت الملائكة مريم بعد نضجها تخاطبها بما لا يخطر لها ببال.. " إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين * ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين * قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ". وهكذا دخلت مريم فى تجربة هائلة، وكلفت بما توْجل منه كل بكر، وما تمنت معه الموت، ولكن كلمة الله تمت، وولد عيسى بن مريم على هذا النحو المثير! وبعث رسولا إلى بنى إسرائيل كى يقيم عوجهم، ويكسر غرورهم، ويلزمهم العبادة المتواضعة، ورقة القلب مع الله ومع الناس.. إن الناس كانوا يحترمون بيت النبوة الذى نبتت فيه مريم، ويقدرون ما عرف به ابنها من نبل وفضل، وما اقترن بسيرته من نعمة ورحمة! أما بنو إسرائيل فقد كان لهم موقف آخر... جحدوا الخوارق التى أجراها بين أيديهم، ورفضوا الاعتراف برسالته، وضموا إلى كفرهم أمرا آخر من أشنع المناكر، فزعموا أن ميلاد عيسى لم يكن معجزة سماوية، بل هو جريمة بشرية ارتكبها مع مريم خطيب لها يدعى يوسف النجار! وبذلك جمعوا بين الكفران والبهتان... واستنجد عيسى بأهل الخير والصدق فنجده الحواريون والتفوا حوله يقولون :" ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين". ومضى اليهود فى غوايتهم وسعايتهم، يغرون بعيسى وأتباعه، وكان عيسى قد بلغ دعوته وأذى